وما أكثرها تلك المبادرات التي دأب عليها خالد الفيصل منذ بداية نشأته وحتى تجاوزه الثمانين أطال الله في عمره، ومتّعه بالصحة والعافية، وسدد خطاه فقد تعودنا على مبادراته الوطنية منذ أمدٍ بعيد، وهي مبادرات تصدر عن فكرٍ نَيِّر، ورأيٍ سديد، ونظرة ثاقبة، وإيثارٍ للوطن، وحُبٍّ للمواطنين.

ومن ضمن المبادرات الوطنية التي حرص على تقديمها وترسيخها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ملتقى مكة الثقافي، وما يحمله من أفكار معتدلة وآراء بناءة، ساهمت في بناء الإنسان وتنمية المكان ليس في منطقة مكة المكرمة المترامية الأطراف، بل تجاوزت إلى أبعد من ذلك.

ويأتي ملتقى مكة الثقافي كمشروع ثقافي تنموي ريادي أطلقه الأمير خالد الفيصل منذ 5 أعوام تحت شعار (كيف نكون قدوة ؟ ) بمشـاركة أكثر مـن 100 جهة حكومية وأهلية بالمنطقة تزايد عددها عامًا تلو الآخر حتى أصبح هذا الملتقى منارة ثقافية تميزت في بناء الإنسـان وتنميـة قدراتـه وسط بيئـة إبداعية محفزة عبر تقديـم برامج ومبادرات نوعية.

ومبادرة (كيف نكون قدوة؟ ) المنبثقة من ملتقى مكة الثقافي لاقت نجاحًا رائعًا خلال الأربع النسخ السابقة وتجاوبًا ملموسًا من كافة شرائح المجتمع؛ كونها تلامس مشاعرهم وترسخ المبادئ التي يجب أن يكون عليها أبناء هذا البلد الأمين، كما لاقت استحسانًا متميزًة لدى قاصدي منطقة مكة المكرمة سواء كانوا حجاجًا أو معتمرين أو زائرين؛ لأنها لم تكن أقوالًا وشعارات بقدر ما كانت واقعًا ملموسًا، وأفعالًا ترتسم نتائجها على الوجوه ويبدو في ملامحها الطموح.

الأمل يحدونا في مواطني منطقة مكة المكرمة بجميع محافظاتها بالتفاعل مع هذه المبادرة، كما عهدناهم في النسخ السابقة؛ لتحقيق مايطمح إليه ولاة الأمر من تنمية وبناء وما تهدف إليه الرؤية من تطور ونماء.

وثقتنا كبيرة بنجاح ملتقى مكة الثقافي الخامس برعاية صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وسمو نائبه مع أصدق الأمنيات بالتوفيق لكل القائمين على فعالياته من شبابنا الطموح الذين يمثلون القدوة الحسنة لمواطني منطقة مكة المكرمة.